(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)

السؤال: 
قرأت أنه من أفضل الشكوى، الشكوى إلى الله سبحانه وتعالى من نفس الإنسان وحاله وضعفه، وأنا مبتلاة بأمور كثيرة أدرك أنني على خطأ فيها لكني لا أعلم من أين أبدأ في إصلاحها وما هي الوسائل التي تساعد على إصلاحها، والتزمت في ذلك بالدعاء والشكوى إلى الله من حالي وضعفي، فهل أنا مخطئة في ذلك أم لا بد علي من سؤال العلماء والمختصين؟
الإجابة: 
قال الله تعالى عن يعقوب: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) [سورة يوسف: 86]؛ فالمسلم كلما حلت به المصائب التجأ إلى الله ورفع شكايته إلى الله، والله جل وعلا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، فيدعو ربه أن يفرج همه، ويزيل غمه، ويبدله بالهم فرحا وسرورا، ولكن عليها أيضا أن تسأل عما أشكل عليها من الأمور التي خفي عليها علمها، أن تسأل أهل العلم عما أشكل عليها لتعبد الله جل وعلا على بصيرة، فإن الله قريب ومجيب لمن دعاه، وقال جل وعلا: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [سورة الأنبياء:83]، (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [سورة الأنبياء:84]؛ فعليك أن تدعي الله وترجيه وتتضرعي بين يديه وتسأليه عما أشكل عليك أمره حتى تكوني على بصيرة.