السؤال:
يحرص بعض النَّاس على تسمية الفئة الضالة بالخوارج، بينما لا يرى
بعضهم الآخر أن أصولهم أصول الخوارج، وإن وافقوهم في بعض الأمور، فما رأي سماحتكم؟
هل يترتب على التَّسميَّة أو عدمها أثر في التَّعامل معهم؟.
الإجابة:
ولا شك أنَّ كل مبدإٍ خطير
قديمًا وحديثًا فله بالماضي صلة، الخوارج: نعلم أنَّهم قوم خرجوا في آخر عهد
الخلفاء الرَّاشدين؛ قوم وصفهم النَّبي صلى الله عليه وسلم بأنَّا نحقر صلاتنا عند
صلاتهم، وقراءتنا عند قراءتهم ; ويمرقون من
الدين فقد قال صلى الله عليه وسلم قوم: «يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ
صَلَاتهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ القُرْآنَ
لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ
مِنَ الرَّمِيَّةِ » ; .
; ; ; ; ;
الخوارج لهم مبدأ ومعتقد ساروا عليه، وأنا أخشى أن هذه الفئة ما انطلقت من
مبدأ، وإن كان مبدأ الخوارج خطير وسيئ وجرم، لكن هؤلاء قد يكونون أسوأ حالًا منهم؛
لأنَّ هؤلاء مبادئهم مستقاة من غيرهم، من توجيهات ممن اندس بين صفوف الأمَّة،
وأحدثوا فيها هذا البلاء؛ فهي مخططات لأعداء الإسلام؛ لكن مع ; شديد الأسف تكون على أيدي بعض أبنائنا.
الخوارج شرهم نابع من أنفسهم، وهم ضلال في أنفسهم،
لكن هؤلاء أفكارهم تسربت إليهم على أيدي أناس اندسوا بين صفوفنا، واندسوا في
مجتمعاتنا، وأتونا بأصناف من الخداع؛ حتَّى أوقعوا أبناءنا فيما أوقعوهم فيه، أبناؤنا
لا يعرفون الانتحار، ولا أن يفجروا أنفسهم، ولا يعرفون صناعة هذه المتفجرات
واقتناؤها، والتفنن في استعمالها؛ هذا غريب علينا، ولا نعرفه، ولا يعرفه أبناؤنا،
مما يدل على أنَّ هذه الأفكار مستوردة ومستقاة من أناس أعداء لنا، قد يتظاهرون
بيننا بصلاح وتقى، وهم يحفرون الحفر ويريدون أن يزجوا بأبنائنا في ما لا خير فيه
عصم الله الجميع من السوء.