رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

السؤال: 
أتمنى أن يرزقني الله بولد، وعندما أحمل أشعر أنني سأنجب بنتا، وأنني لن أنجب ولدا، مع العلم أنني قد أنجبت ثلاث بنات، جزاكم الله خيرا.
الإجابة: 
نقول: يا أختي الله جل وعلا ذكر دعاء المؤمنين بقوله: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [سورة الفرقان:74]، وقال زكريا عليه السلام في دعائه: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [سورة الأنبياء:89]، وقال عز وجل أيضا عن المؤمنين: (هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) [سورة آل عمران:38]، فيا أختي المسلمة سؤال الله الذرية أمر مطلوب كما بين الله ذلك في كتابه عن دعاء أنبيائه عليهم السلام، ولكن إذا طلب المسلم الذرية فهو يعتقد أن الله حكيم عليم فيما يقضي ويقدر (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ) [سورة الشورى:49] (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا) [سورة الشورى:50]، والله تعالى يقول في كتابه: (آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا) [سورة النساء:11]. فيا أختي المسلمة اسألي الله عز وجل، وإذا حملت فلا تقولي أشعر بأنه بنت كأن هذا منك يأس من رحمة الله، واعتراض على الله بأن أنجبت بنات، فالحمد لله على ذلك، وبري بهن وربيهن التربية الصالحة، فلعلهن يكن أمهات صالحات ينشأ تحت أيديهن جيل صالح إن شاء الله، فتكونين ممن ساهم في الخير، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو .. وضم أصابعه" [صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2631)، سنن الترمذي البر والصلة (1914)، مسند أحمد (3/148)]، فلا تظني أن البنات شر، البنات خير وبركة، والذكور خير وبركة، والله حكيم عليم في إعطائه هؤلاء ذكورا وهؤلاء إناثا، وحرمانه البعض من الذرية، والرضى عن الله هو واجب المسلم.